شعر : المستشار / فتح الله الطويل
يا أرضَ مِصرَ تحدَّثِى عَن عالَمٍ .. عَلَّمتِهِ الخَطوَ وحَرفاً تائِها
مِن هاهُنا سُطِرَتْ حُرُوفُ حَضَارةٍ .. إذ لاثَتِ الدَّهماءُ في غَوغَائِها
غَطَّى الظلامُ الكَونَ إلا هاهُنا .. سَطَعَتْ شُمُوسُ العِزِّ في عَلْيَائِها
وبَينَما الدُّنيا تَلَحَّفَتِ الدُّجَى .. غَمَرَ الكُهُوفَ سَناءُ بعضِ ضِيائِها
يا مِصرُ يا مَهدَ الحَضارَةِ والنَّدَى .. والكَونُ في فَوضَى على إِزرَائِها
وخِزانةَ الأرضِ التي لَم تَنفَدِ .. يَوماِ ولا عَرفَتْ حَفِيفَ خَوائِها
مصرُ التي هَبطَ المُلوكُ لِبِرِّها .. والبُرُّ مَطوِيُّ علَى أرجَائِها
أبوابُها فُتِحَتْ لِكُلِّ مُناشِدٍ .. والنِّيلُ ضَيَّفَهُم بِعَذْبِ رَوائِها
أيَجِِيءُ يَومٌ عَزَّ فِيهِ طَعامُ عِزٍّ .. ويُسَاقُ لِلقَصَّابِ مِن أنْضَائِها
وَمَصانِعُ الأثوَابِ حَاكَتْ قُفلَها .. وهيَ التي سَتَرَتْ حَياءَ عَرَائِها
أشَبابَ مصرَ تَشَمَّروا لزِراعةٍ .. وصِناعةٍ وابنُوا عَظِيمَ بِنَائِها
واحمُوا الحِمَى فالخَلْقُ أجمَعَ أمرَهُ .. كَي يَصرِمَ الأَوصَالُ أجْلَ فَنائِها
فيا جُنُودَ الحَقِّ أينَ زَئِيرُكُم .. والعادِيَاتُ ضَبَحنَ حَولَ فِنَائِها ؟!
الإسكندرية في
٧ يوليو ٢٠٢٣