للكاتبه .مي عوكل .
كانت تجلس منزويه تخفي ملامحها قسوه الالم وتحاول بكل جهد ان تمنع دموعها من الانهمار لكنها لم تكن قادره على هذا كانت ملامحها تشي بعمرها امراه تجاوزت الخمسين باعوام قليله ولكن تجاعيد وجهها تنم عن قسوه ايام عابره وماضي يعج بالمعاناه والالم والمعاناه
كنت اقف على مقربه منها ولم تكن تهتم بمن حولها كانت همومها اكبر من ان تجعلها ترى شيئا اخر عدى معاناتها وحزنها الشديد الذي اثقل كاهلها وبحكم عملي في حقل القانون لفتت نظري فظننت بانني ربما استطيع ان اساعدها بطريقه او باخرى
جمعت شتات افكاري وتشجعت واقتربت منها قائلا
سيدتي هل استطيع ان اقدم لك شيئا استطيع ان اخفف عنك فلربما
استطيع ذلك ان عرفت سر حضورك هنا في محكمه تختلط بها الاشياء فهناك المجرم والاثم والبريء وهناك من جلبه سؤ طالعه هاهنا ولكنه يامل ان يجد العداله في هذه الامكنه
نظرت نحوي ليس كغريق يتعلق بقشه بل امراه هدها الحزن والالم والقهر ولم تجد من يصغي لها او يعيرها اهتماما لما هي فيه لان القانون احيانا يكون غبيا ولا ينظر لروح الى الاشياء بقدر ما ينظر للقرائن او بعض الحيثيات التى لها علاقه بالموضوع
فنظرت نحوي قائله
لست ادري من اين تكون البدايه هل استهلها كام قضت عمرها كله بكل دقائقه وثوانيه ولحظاته وبكل مشاعرها واحاسيسها وتضحياتها كام وهي تعد الايام والشهور والسنين كي يكبر اطفالها ليكونوا لها عونا علي قسوه الايام وكدر السنين
وحينما يكبرون تكون امنياتها الاخيره ان تفرح بهم ان تزوج ابنها او ابنتها كي تنهي رسالتها الانسانيه بسلام وارتياح وهذه سنه البشر وحالهم في الحياه مثلي مثل ملايين النساء
وقدر من الله علي فرزقني غلاما ذكرا وانثى كنت امنحهما كل الحب واربيهما كما تربي المراه ابنها على الاخلاق الحميده والاحسان الى من حولهم من اقارب او اصدقاء واخريين
وكانوا خير مثال للادب والذوق والاخلاق وقرر ابني الزواج من انسانه شاهدها واعجبته وكم كان فرحي عظيما بانني اري ابني رجلا يكبر ويتزوج وسوف الاعب ابنائه واسعد بهم ريثما ياتي نصيب ابنتى الوحيده المتبقيه عندي بعد زواج اخيها
لم تكن الدنيا تسع فرحتى وانا اجد ابني فرحا بزوجته وهي فرحه به حتى ليخيل اليك وكانهما متناغمان وهذا ما جعلني اشعر بالسعاده والفرح كام استطاعت ان تقوم بواجبها خير قيام
ولكن الاحلام شيء والواقع شيء اخر فجاه وبدون مقدمات تكشفت لنا الامور فاول شيء من مطالب زوجه ابني الخلاص منى ورمينا بالشارع انا وابنتى حتى يكون البيت لها وحدها
غير مباليه بضياعي وضياع شقيقه زوجها والمهم هو الاستيلاء علي البيت اولا واخراجنا منه بكل الوسائل واخذت تحرض ابني على لكي يسيء لي ولشقيقته بكل انواع السباب والمهم ارضائها وارضاء زوجته كان اولويته التى جعلتني اشعر بان كل احلامي كل ادميتي كام تنتهك وتسحق على يد امراه لم تتعب يوما ولم تسهر يوما عليه كانت صدمه اكبر من احتمالي
فاخذت الامراض تغزوا جسدى وتنهكني والمتاعب تلاحقني ولكن زوجه ابني لم تكن من النوع الذي يكل او يمل او يسكن او يعرف الهدوء حتى يتخلص منا
اما لماذا انا هنا فلان ابني يريد الانتقام منى من خلال اذلالي بسجن اخته شقيقته من امه وابيه ارضاءا لزوجته والتى افتعلت مشاجره معي فلم تفلح باستفزازي ما جعل ابنتى تغضب وتدافع عني فقامتا بالتشاتم مع بعضهن لاجد ابني يرفع دعوى علي شقيقته ليزجها بالسجن لانها شتمت زوجته فانا الان بين ابن ضاع منى للابد وتحول عدوا لدودا لي ولابنتي انا لم اعد اريدمنه شيئا ساترك له البيت وكل شيء مقابل ان يدع شقيقته وشانها وهاهو يستعمل شقيقته سلاحا لاذلالي
ولاذت بصمت عميق وهي تدير عينيها في كل شيء حولها وتقول وقد اغرورقت عيناها بالدمع حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل
وانما اشكو همي وقله حيلتي لله رب العالمين
ونهضت متثاقله حيث ناداها الموظف باسمها
فوقفت اتسائل كيف تقف الان ام هي الحضن والحصن المنيع لابنها وهي هيكل جسده وروحه صغيرا وكبيرا كيف تقف بهذا الذل امام قسوه ابن عاق باع ضميره وخلقه من اجل ارضاء نزواته وزوجته
وزوجه باعت ضميرها وكل شيء مقابل اهوائها والخلاص من امه وشقيقته وقذفهما للشارع حيث الضياع
فكيف وصل بنا الامر الى هذا المستوى الادمي من الانحدار