recent
أخبار اليوم

كيف أوصلت «طيف» أصوات الفتيات الصم في «تعز» ؟_ جريدة اللواء العربي

الصفحة الرئيسية
علي ناصر :
ألقت  الحرب بتداعياتها المأساوية على النواحي المعيشية لكافة اليمنيين بمافيهم شريحة الصم والبكم من ذوي  الإعاقة الذين  كانوا الضحية الاضعف حيث نالهم النصيب الأكبر من تلك الماسي ،خاصة القاطنين منهم في تعز أكبر المحافظات اليمنية  اكتظاظا بالسكان والمدينة التي ماتزال تصطلي بنيران الحرب والحصار وتداعياتهما منذ ثمانية أعوام حتى وقتنا الراهن، ووسط كل هذه المحبطات ثمة شباب في ذات المدينة أخذوا على عاتقهم مسئولية إيصال أصوات فتيات من فئة الصم والبكم من خلال مشروع تنموي تعاضدت فيه الجهود الخيرة من أجل  إخراجه الى النور، حيث تم تدريب فتيات من الصم والبكم يقطُن في مناطق متفرقة من تعز وتأهيلهن لسوق العمل في مجال صناعة المحتوي الإعلامي المرئي في الفنوات التلفزيونية ومنصات الشبكة العنكبوتية على مدى ثلاثة أشهر، وقد حضي المشروع  بترحيب الناشطين من فئة الصم والبكم في اليمن الذين رأوا بأنه كسر العزلة التي طوقتها الحرب على تلك الشريحة، فيما رأى أخرون أن "طيف"ـ  يُـعد المشروع الأول من  نوعه الذي يولي هذه الشريحة هذا الاهتمام النوعي .

كيف بدأت الفكرة ؟
"كنا نبحث عن شيء ما يساعدنا في إيصال ابداعاتنا التي ولدتها المعاناة التي كابدنها طوال سنون الحرب  نحن  شريحة الصم والبكم في محافظة تعز، وقد تحققت تلك الأمنية حينما تم قبولنا للالتحاق بتدريب صناعة المحتوى المرئي في وسائل الاعلام تم تنظيمه في مدينتي"، تقول إحدى المشاركات والمستفيدات من مشروع "طيف"  الشابة هنديه الشاذلي عبر لغة الإشارة .
تسرد هاجر فرحان مديرة طيف كيف بدأت فكرة المشروع الذي انبثق من منطلق غياب تناول قضايا الصم والبكم  في مجال الإعلام المرئي في اليمن، تقول هاجر" كان التحدي هو كيف يمكن أن نعمل على تدريب فتيات من فئة الصم والأخذ بأيديهن على أن يكون لهن مساهمة وبصمة في إيصال المشاكل التي يعاني منها ذوي الإعاقة السمعية والكلامية بواسطة الفيديوهات و الأفلام الوثائقية والتقارير المرئية والمصورة ".
كان الهدف الأسمى من المشروع هو تحسين الحالة النفسية المكلومة التي  عانى  منها شريحة الصم والبكم في تعز ، والسعي الى ادماجهم في المجتمع والتأكيد على أن لهذه الشريحة القدرة على الابتكار والابداع وتحدي المعوقات كما تقول فرحان.
من بين المتقدمات للمشاركة في المشروع تم اختيار خمس فتيات وهن : هندية الشاذلي من حي الدحي، و تيسير سمير من مديرية القاهرة، و هديل علي من مديرية المظفر، و كلاً من صفاء صادق و نسيبة رضوان من منطقة وادي القاضي .وجميهن يقطُن في مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
خلال فترة التدريب الذي كان بدعم من مراكز الابداع اليمنية وبتمويل مشترك  من الاتحاد الأوروبي ومعهد جوته ،تعلمت الفتيات كيفية تصميم وصناعة وإنتاج مواد الجرافيك والفيديو عبر برامج المونتاج الالكترونية، .
واجه القائمون على إدارة مشروع "طيف" العديد من الصعوبات كما تقول فرحان لـ"المشاهد"، أبرزها عدم إلمام بعض المدربين في المشروع بلغة الإشارة التي   تفهمها الفتيات الصم، الأمر الذي استدعى الى تدخل عدد من المدربين في هذا المجال.
تقول المتدربة نسيبة أنها استفادت من مشروع طيف حيث أنها  تدربت على انتاج المحتوى المرئي بواسطة برامج المونتناج الشهيرة  الافتر افتكت والبريمير ، وتضيف ، قائلة " كان التطبيق العملي أكثر من النظري لذا كانت الاستفادة كبيرة  لم نكن نتوقعها" 
عقب الانتهاء من التدريب عملت كل فتاة على انتاج محتوى مرئي  كمشروع تخرج، فالمتدربة  هديل علي عملت على اعداد محتوى مرئي عن الشاعر اليمني عبدالله البردوني ، والمتدربة تيسير كان محتواها عن سيرة الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي، واختارت المتندربة  نسيبة أن تسلط الضوء على حياة الفنان أيوب طارش في محتواها، كما أختارت المتدربة صفاء صادق الشاعر الراحل عبدالعزيز المقالح  ليكون محور محتواها المرئي. فيما فضلت المتدربة هنديه  الشاذلي أن يتضمن محتواها  قصة نجاحها.

شغف وإصرار  : 
ترى هاجر فرحان مديرة مشروع "طيف"، أن استجابة الفتيات للتعلم خلال فترة التدريب كانت كبيرة وأفضل قابلية بسبب الشغف الذي يتمتعن به وإصرارهن على أن يعملن على توصيل معاناة شريحة الصم والبكم وذوي الإعاقة في تعز بشكل خاص واليمن عامة.
في الحادي والعشرين من مايو /أيار من الشهر الجاري  تم تنظيم فعالية لعرض المحتوى المرئي الذي انتجته فتيات الصم والبكم  اللواتي درسن الدورة المكثفة عبر مشروع طيف، كانت ردود أفال المجتمع المحلي في مدينة تعز تُعبر عن الأمل والتفال بان تلك المدينة سوف تستعد عافيتها عبر أشخاص كان اليأس قد تسلل إلى ذواتهم بسبب وضعهم على الهامش من قبل المؤسسات الإعلامية اليمنية.، وتؤكد المتدربة نسيبة رضوان بأن هذا نجاحها هي وأقرانها في الانضمام لهذا المشروع  والاستفادة من مخرجاته هو جواب على المشككين بالهمة العالية التي  تتتمع بها فتيات تعز من ذوات الإعاقة . فيما ترى المتدربةهنديه الشاذلي أنها اليوم  أصبحت قادرة على انتاج مواد للتعبير عن تجربتها بفضل التدريب الذي تلقته .

طموحات وأمال :
وتطمح هاجر فرحان مديرة مشروع "طيف" إلى أن يتطور المشروع ليشمل عدد أكبر من شريحة الصم والبنكم حتى يتم تأهيلهم لسوق العمل ويكون لديهم مصادر دخل بعد ادماجهم في سوق العمل وهذا الأمر بالتالي سينعكس إيجابيا في دعم عائلاتهم مدياً.
من خطط القائمين على إدارة مشروع طيف هو إنشاء منصة الكترونية ستكون صوت الصم والبكم الخاص للتعبير عن مشاكلهم بطريقتهم الخاصة عبر انتاجاتهم للمحتوى المرئي الاحترافي.
يتوقع  محمد الوتيري وهو مسؤول الأنشطة  في جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم اليمنية، أن مشروع طيف سيحظى بإقبال أكبر خلال الفترات القادمة خاصة مع النجاحات التي حققنها الفتيات اللواتي تدربن فيه وهن يسعين لأن يوصلن أصوات الفتيات الصم في محافظة تعز اليمنية .
google-playkhamsatmostaqltradent