recent
أخبار اليوم

الوداع الممــيت للمجتمع

 
كتبت:  نيفين كميل خلف
الوداع هو تبادل السلام والتحية ﻷشخاص قد لا نراهم لفترات طويلة ونتمني أن يبقوا معنا.
ولكن هنا وداعى يأخذ طابع مختلف و وشكل مؤلم .
وداعى لمثل وقيم وعادات راسخة كانت بمجتمعى .
وداعا لفترات وأوقات مجهولة الزمن.
أودعها وعينى تبكي هل ستعود بنفس قوتها إلينا من جديد .
أودع أبوة وأمومة فقدت جوهرها فى وسط أشخاص ضاعت منهم الإنسانية ليقسوا اﻷباء والأمهات على أبنائهم و يسلبوهم طفولتهم البريئة... مستخدمين معهم فى التربية “العنف والقهر والأستبداد”، ..أو ملقيين بهم فى الشوارع “أطفال الشوارع” .. أو قاضيين على طفولتهم ” كعمالة الأطفال الصغار” .. فأين هى طفولتهم؟!
أودع من داخلي بنوة الأبناء لأبائهم فنجد اﻷبناء يتركون أبائهم كمسنين وسط اﻵمهم ووحدتهم، فى قمة تعبهم الجسدى والنفسى، فقد كبر بهم السن وبحاجة إلى معونة أبنائهم،ولكن لقد أخذ منهم أبنائهم ما يكفيهم من رعاية جسدية ونفسية ومادية واﻷن ليسوا محتاجين ﻷبائهم .
فأين هى قلوب اﻷبناء تجاة أبائهم ؟!
أودع وأنا أتالم “صلة الرحم” فكم من أخوةً تصارعوا مع أخوتهم ووصل بهم اﻷمر إلى قتل بعضهم البعض من أجل أمور مادية ليس لها أى قيمة مهما كان مقدارها أمام جرح مشاعر أخوتهم، ما بالك من قتل الروح!
أودع رجولة ضاعت من مجتمعنا .
فأين الرجل المحارب من أجل حياة أفضل لأسرته ؟!
أين أصحاب الأخلاق والشرف ؟!
أين هى معالم الرجولة من ثقة وقوة و إخلاص وإحترام ولطف وأمل ونجاح و سعى للعلم وحب للوطن !
أودع أنوثة كانت مليئة بالعطف والحنان بصوتًا رقيقًا أعزبًا . بأبتسامة محبة مليئة بالتسامح والرحمة والطيبة .
ولكن سرقتها ظروف الحياة لنجد زوجات بقلوب متحجرة وسط أسرهم.
أودع قيم أبحث عنها وأخشى أن تكون لقيت مصرعها وسط ظروف الحياة.
أودع ولدى أمل أن تعود تضحية اﻷباء، ولطف اﻷبناء، و محبة اﻷخوة، ورجولة العظماء، وأنوثة اللطفاء.
والأن ياتى دور كل منا لنبحث فى داخلنا ونغرس فى أبنائنا عن كل جميل أستودعناه وعلى أمل أن نلقاه.
google-playkhamsatmostaqltradent