بقلم زينة سواح - بيروت
لبنان ذلك البلد المعتق بروائح التاريخ الزكية والتي تشهد عليها جبال بعلبك الشامخة ، وشجر الآرز الضارب بوصله في أعماق التاريخ.
في هواها يسكن السلام، وفي بيوتها يغفو الامل ويصحو كل يوم ليعلن اشراقة شمس الحياة من جديد، وفي تفاصيلها يقطن الجمال الخالد الذي لن يموت.
كيف لا يكبر العزة والكرامة من تنفس هواك لبنان واستظل تحت شجر الارز فيك.
كيف لا احبك لبنان وانت السند لمن لا ظهر له والبطن الثاني الذي حملنا بعد بطون أمهاتنا...
الحمرة في علمك الرفراف تنادي بالفرح والبياض لون السلام القاطن في قلبك والارزة الخضراء الشامخة ارث الجدود وامل الشباب القادم.
ستظل جبلا شامخا ترنو لك الارواح،وتتعلق بك القلوب وتشخص لك الهمم مهما اثخنتك الجراح يا لبنان.
عشقنا لك يا لبنان لا يتغير حتى لو تغيرنا فهو باق ونحن زاءلون .
لبنان أيها الوطن الحاضن للماضي والحاضر.
في لامك يكمن لون الحياة وفي باءك يسكن البهاء،اما نونك فتحمل كل معاني النزاهة،والألف فيك تعني الازدهار ونونك الأخيرة المح فيها نبراس السلام .عشت لبنان ،
اما اليوم تغير المشهد العام وأصبحنا نعيش في واقع مرير ومؤلم ،نفق مظلم ليس له نهاية، فقد اغلب اللبنانيين الامل وبدأ الشباب اللبناني يفتش عم مهرب لتأمين لقمة عيشه وليس مستقبله.
منذ اندلا ع الثورة والحركات الاحتجاجية في ١٧ تشرين الاول ولبنان يعاني وينزلق في هاوية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ،واتى بعدها تفشي فيروس كورونا وانفجار مرفا بيروت في ٤ اب ٢٠٢٠ ولا تزال تداعياته إلى يومنا هذا .
جرت الانتخابات التشريعية في ١٥ أيار المنصرم وتأمل اللبنانييون ان تحمل في طياتها رياح التغيير ولكن للاسف ازداد الحصار والانهيار الاقتصادي بعدما فقدت الليرة قيمتها الشرائية وتدنت الرواتب إلى أقل من مءة دولار للفرد .وزاد الطين بلة عندما رفعت الحكومة الدعم عن المواد الأساسية من محروقات وطحين وادوية السرطان والأمراض بشكل عام .
وفي خضم الأزمات المعيشية والفساد المستشري في كل مرافق الدولة ولا سيما في القضاء اللبناني جعلت لبنان في مهب الريح ودفعت أكثر من ٩٠ بالمية من الشباب للهجرة في القوارب وبطرق غير شرعية في أغلب الأحيان.
منذ ثلات سنوات ولبنان يعاني بعدما نجحوا في سلخه عن المحيط العربي وحاصرته المؤامرات الإقليمية لعزله وافقاره على جميع المستويات .نناشد ونطالب بإعادة لبنان إلى الحضن العربي .بلدي يحتضر ويعيش اليوم على أجهزة التنفس الاصطناعي.
بين الامس واليوم توق إلى ضبط حدود لبنان ،توق إلى ازدهار لبنان،توق إلى دور لبنان التاريخي في الشرق والعالم .انه توق إلى جمهورية قوية يصنعها أبناؤها الاحرار .