يقول جبران خليل جبران : " قدسوا الحرية حتى لا يحكمكم طغاة الأرض " فوحدهم الأحرار فقط هم القادرون على الإبداع ، ووحده الإبداع هو القادر على تحريك الماء الراكد و إعادة الحراك له .. و بعث الحراك يعني بعث الحياة لنبقى و لنستمر أحياء .
لا يكفي لأي أمة أن تستند على ماضيها فقط ، في ظل عالم يأكل بعضه بعضاً مع كل تسجيل جديد لسبق معرفي أو فكري ، حتى أنه لم تعد تدار كل الحروب بالمعدات و الجنود ، ففي النهاية - ولو جنبناها- لن يكون هناك قيمة للأرض و لا قيمة لبقائنا فوقها و نحن لا نعرف غير الاستناد على ماض قد تجمد في أغلبه و حاضر جل ما فيه نتلقاه من باقي الأمم ، و لا لم يعد لسان حالنا يعرف غير كلمة ( كنا ) كبداية لحديثنا .
وزارات الثقافة و الفنون في شتى مشارق الأرض و مغاربها تقف عاجزة عن أن تصنع مبدعين مهما أنفقت ، لكن وحدها الحرية هي من تستطيع صناعتهم .. حرية التعلم و الثقافة و حرية الاطلاع و حرية الفكر و النقاش .
مناخ ينظر للأفكار كأفكار فقط دون تكبيل لها ، فيصوب الخطأ فيها و يقر الصحيح ، يميز بين النافع فيها و ما هو جنون دون اتهام أو تخويف ، مناخ يسمح بالتصويب و دون اصطدام .. أفراد راشدون لأمة راشدة لا تخاف ترك الأبواب مفتوحة لأنها قادرة على الفرز و التمييز ، و في ظني هذا ما نستحق .