recent
أخبار اليوم

سنوات الخماسين اخر ماكتب ياسر رزق _ جريدة اللواء العربى

الصفحة الرئيسية
كتب محمد محسن
توالت الصدمات على الوسط الصحفى منذ بداية 2022 بوفاة الكاتب الصحفى الكبير ياسر رزق رئيس مجلس ادارة اخبار اليوم السابق ومن قبلها الكاتب الكبير والناقد الرياضى ابراهيم حجازى ويعتبر ياسر رزق من اهم المحررين العسكريين فى الصحافة وكتب عديد من الكتب الا انه اراد ان يؤرخ للفترة الحالية وعكف على عمل سلسلة بعنوان الجمهورية التانية مكونة من 3 اجزاء اصدر منها الجزء الاول سنوات الخماسين يتحدث فى هذا الكتاب عن تفاصيل وكواليس فترة مابين ثورة يناير وحتى ثورة يونيو ويكشف العديد من الحقائق والاسرار

يعرض الكاتب الصحفى ياسر رزق في كتابه "سنوات الخماسين"، الذي يمثل الجزء الأول من ثلاثية عن "الجمهورية الثانية" يعكف على وضعها والانتهاء منها، لمقدمات ومجريات ثورة يناير، معتبرا أنها أسقطت "الجمهورية الأولى" التي قامت في يونيو 1953 إثر زوال الحكم الملكي لأسرة محمد علي، ورصد وقائع مرحلة الانتقال الأولى حين تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة الدولة التي كانت تترنح في ذلك الوقت بفعل ثورة ومتغيرات إقليمية ومخططات قوى كبرى أرادت تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط بحراب أبنائها.
وينتقل الكاتب - في مؤلفه، الذي يؤكد أنه ليس محاولة لكتابة تاريخ وإنما لقراءة حاضر - من لحظة التنحي ليعرض إرهاصات الحراك الشعبي الذي دفع الرئيس الراحل حسني مبارك إلى التخلي عن الحكم، والتي يلخصها في تفاقم الأزمات المعيشية، ثم التزوير الكبير لإرادة الناخبين في انتخابات مجلس الشعب عام 2010 إلى جانب رفض الشعب والمؤسسة العسكرية لمشروع توريث الحكم من الأب الرئيس إلى ابنه الأصغر جمال، والذي كان يتم الإعداد له وفق سياق ممنهج.
ويعرض الكاتب لسلسلة الأزمات والأخطاء وأعمال الغدر بالشعب التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية والرئيس الأسبق محمد مرسي، والتي تسببت في نقمة شعبية واسعة على الجماعة التي أرادت تغيير هوية الشعب وتقويض كيان الأمة المصرية، على نحو أدى إلى تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد نظام مرسي على نحو غير مسبوق، لا سيما بعد أعمال البلطجة والعنف التي نفذتها الجماعة وتسببت في إراقة دماء المصريين في الشارع، بعد احتجاجات مناهضة لأفعال وتصرفات الجماعة التي مثلت انقلابا على جميع التعهدات وإهدارا لاستقلال القضاء وانتهاكا للدستور وخرقا للقوانين بالتوازى مع فشل ذريع في معالجة أبسط المشكلات والأزمات المعيشية للمصريين.
ويستعرض الكاتب - في ربط محكم وسرد سريع للأحداث - تداعيات انسداد الأفق السياسي جراء تصرفات جماعة الإخوان وممثلها على رأس السلطة في ذلك الوقت محمد مرسي، ورفضه التام لكافة المبادرات والمخارج التي من شأنها إيجاد حلول للأزمات الخانقة التي كانت تمر بها البلاد، على نحو أدى إلى زيادة معاناة الجماهير، لا سيما مع الفشل المتلاحق لحكومة الإخوان في توفير أبسط مقومات الحياة، بعدم القدرة على توفير الخبز وانقطاع مياه الشرب والكهرباء وشُح الوقود.
ويلقي ياسر رزق الضوء على العديد من المواقف والمشاهد المهمة، والتي كان فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي إبان توليه منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، يُسدي النصح الأمين على مدى 10 أشهر كاملة لرئيس البلاد في ذلك الوقت محمد مرسي، في سبيل نزع فتيل الأزمات وبما يُجنب مصر المشاكل والتناحر، غير أن جماعة الإخوان أصرت حينها على الدخول في مواجهات مع السواد الأعظم من أبناء الشعب بل وإحراق مصر إذا اقتضى الأمر في حال تمت إزاحة جماعة الإخوان السلطة.
📷روعة كتاب ياسر رزق أنه استطاع أن يجعلنا نشاهد “فلاش باك ” بلغة السينما لنرى جانباً من حياتنا التى عشناها منذ سنوات قليلة مضت وكأننا نقرأ ونشاهد أنفسنا بين سطور كلماته التى يشعرك وكأنها “كائن حى” من دم ولحم ، فمن منا لم تزل “تعشش” بداخله تلك الأيام السوداء التى اعقبت أحداث ٢٥ يناير ، ومن منا لم يتردد ألف مرة قبل النزول من بيته لشراء احتياجات اسرته فى أثناء أيام الانفلات الأمنى ، ومن منا أيضاً لم يقرر النزول دون تردد وبكامل إرادته الى الشوارع والميادين للمشاركة فى ثورتنا المجيدة ، ثورة ٣٠ يونية التى حافظت على “الوطن” وأزاحت عن صدورنا “هم” العيش فى ظل حكم جماعة إرهابية لا تعرف أصلاً معنى كلمة “وطن” فاستبدلتها بما يصب فى مصلحة الأهل والعشيرة.
وسوف يتم مناقشة الكتاب فى معرض الكتاب القادم تكريما للراحل الكبير ياسر رزق الذى كتب هذا الكتاب بالالمه الذى عانى منها بسبب المرض اللعين الاان اصراره على توثيق التاريخ وعرض الامور كما حدثت جعله انتهى من الجزء الاول ولكن القدر لم يمهله لاستكمال السلسلة

google-playkhamsatmostaqltradent