إن الشائعات ليست وليدة اليوم بل هي موجودة ومؤثرة في أغلب الحضارات والثقافات عبر التاريخ لأنها أحاديث يومية يتناولها الناس ولها أهداف وأغراض ووسائل نقل حسب المجتمع والبيئة التي تسٌود فيها ،
فبعض المجتمعات القديمة تنتشر فيها أمور السحر والخرافة كالصين ومصر القديمة وبعض المجتمعات التي تنتشر فيها الفلسفة كاليونان ومنذ القدم عرف رجال الدين ورجال السياسة ورجال الحرب الأقوال والأفعال التي تدفع الإنسان وتحركه ،
ففي مصر القديمة استخدمت الشائعة في الحيلة والخديعة والمفاجأة في حروبها خاصة عند فتح يافا في فلسطين وفي الصين القديمة أستخدم الشائعات كثير من العرافين والعسكريين وفي اليونان القديمة استخدموا الشتائم والتشهير للتأثير علي الروح المعنوية للعدو ولقد أدت الشائعة إلي موت سقراط بتهمة أنه كان يفسد أخلاق الشباب في أثينا ويدفعهم إلي التمرد والعصيان ،
ويعتبر المغول من أشهر من أستخدم الشائعات في العصور الوسطي فقد كانت الشائعات سبباً رئيسياً في انتصاراتهم بما أحدثته من رعب في نفوس المسلمين،
ولاسيما فيوجد هناك دوافع وأهداف لهذه الشائعات تهدد الأمن القومي البلد مثل :-
*اشاعات ذات دوافع شخصية عديدة أهمها "الحسد" فالحسد في علم النفس هو مؤشر لاضطراب في الشخصية وهو محصلة تحكم العديد من الانفعالات السلبية كالغضب والخوف والكراهية وعدم المقدرة علي المواجهة والضعف والشعور بالعجز وعدم الثقة بالنفس.
*اشاعات ذات أهداف سياسية:-
كالإشاعات الهجومية أو الاتهامية التي تطلقها قوة سياسية معينة ضد قوة سياسية آخرى .
*اشاعات ذات أهداف اقتصادية :-
كالتاثير علي أسعار مواد السوق لتحقيق مزيد من الأرباح
*اشاعات ذات أهداف عسكرية :- تعد من أخطر أساليب الحرب النفسية ، وقد تستخدم بهدف رفع الروح المعنوية للجيش " الدعاية البيضاء " أو اضعاف الروح المعنوية للعدو " الدعاية السوداء "
ومما لاشك فيه أن خطورة هذه الشائعات في أنها تساعد علي نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع تمهيداً لتدمير استقراره وتفكك وحدة المجتمع حتي يصبح ممزقاً وتضعف معنوياته وبث الفرقة والانشقاق والارهاب .
لكن يبقي التساؤل المطروح كيف نعلم العامة آلية معرفة الشائعة ؟
الإجابة علي هذا السؤال وبمنتهي البساطة هو التأكد من صحة المعلومات التي نحصل عليها من الآخرين ومعرفة مصادرهم قبل تناولها بقصد أو بدون قصد ولابد من تعاون الجميع لمواجهة الشائعات أفراداً ومؤسسات من خلال حملات ممنهجة لرفع وعي الأفراد وتمييزهم بين الشائعة والأخبار الصحيحة،
وما يحدث منذ سنوات من بث الشائعات بين المصريين هدفه بالطبع تحقيق هزة بين المصريين وفقد الثقة في أجهزة الدولة وقائدهم ولكن أكدت المواقف قوة وصلابة هذا الشعب الذى أصبح يتعامل مع الشائعات بحرص وحذر شديد بل وله قدرة علي تحويلها من شائعة الي " نكتة سخيفة " وهذا ماحدث خلال التسريبات المزيفة التي أطلقها الاخواني الهارب عبدالله الشريف لفك الظهير الشعبي الداعم للدولة المصرية والقيادة السياسية ،
لذلك فنحن الأن نخوض معركة فكرية ضد من يحاول استقرار وأمن مصر القومي.