recent
أخبار اليوم

إمرأة لا تنسى _ جريدة اللواء العربي

 
بقلم بشرى بوجمعة 
كانت تغار عليه من تلك السجائر التي يدخنها بين حين وآخر .....
لم يكن من المدمنين على التدخين بل مجرد شغف لا غير ....
بل يستهويه التدخين وهي معه حتى تغار أكثر ويستفزها أكثر لا تريد أن ينشغل عنها بأي شيء 
 تحاول وكل مرة وألف مرة معه  أن يترك تلك السجائر الملعونة خوفا عليه ..تغار منها..... وتخاف عليه....
وأحيانا تروقها  طريقته في العبث  بها  وتعذيبها بين أصابعه  والسيطرة عليها ليجعلها تختنق بدخانها ....متعمدا. .....
تختنق حد الإغماء ....لا هو يتركها في حال سبيلها  ولا هي استطاعت أن تثنيه عنها...مع ذلك لايبالي. ...
عــــــــــــــــــــنيد كما هو ....دائما 
في رحلة صمت  تجمعهما بلا مواعيد... كانت تفتقده وهو كذلك رغم نرجسيته  و عناده تهمس بينها وبين روحها الضائعة :لا بأس من سجائره تلك التي  تثير غيرتها رغم أنها لا تعلق ، هي فقط تكتب وهو يقرأ ويستمع ويتأكد ...ثم يعاند. ويكابر..
كانت تلمحه بهدوء وحذر لتطمئن عليه وعلى كليهما ......
في غيابها  لم يتوقف عن التدخين بل بالغ أكثر وأحرق أكثر ...كان يشعل الواحدة من الأخرى .. 
يشعلها  من جمر عينيها وجمر غيابها لم تكن إمرأة عادية حتى لا يحرق عمرا من أجلها  ،، يصارع  الزمن الذي أمضاه من دونها ،،  ما أصعب قسوة  المشاعر وما أمر الفقدان ، هي عبرات يسكبها ليكتب بها على تقاسيم وتينها أحبك يا إمرأة من نار ...
دخَن ... فلا أروع من رجل يدخن ليفني جزء من ذاكرته المتعبة بالحنين ...ذاكرة مسكونة بامرأة لا تنســـــــــــــى ..
google-playkhamsatmostaqltradent