يعد التسامح إحدى القيم الأخلاقية النبيلة التي يدعو إليها الدين الإسلامي، وهو ركن مهم لبناء الثقة بين الأفراد في المجتمعات، إضافة إلى أنه عامل مهم من عوامل توثيق أواصر الألفة والمودة بن الناس
والتسامح هو من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وهو أمر من الله تعالى للبشرية جمعاء؛ إذ إنه يدل على التقوى والطاعة، وإذا كان الله جل جلاله يعفو ويغفر ويسامح ويتجاوز عن أخطاء العباد، فالصحيح أيضًا أن ينتشر هذا الخلق الكريم بين الناس، وأن يعتادوا عليه، حتى يصير التسامح خلقًا عامًا يتحلى به كل المجتمع وفي كل علاقاته. التسامح والعفو يشكلان الأساس المتين الذي تُبنى عليه الحضارات، وتتطور بهما الشعوب وترقى.
ومن خلال التمسك بهذه القيمة الأخلاقية المهمة ستُلغى كل الفروق الطبقية والعنصرية والطائفية والاجتماعية والسياسية، وسيحل الاحترام والعدل والمساواة والتعاون والحب، وعندها ستعيش البشرية حالة من السلام والأمان، ولكل فرد فيها الحرية في التعبير عن ذاته وعن رأيه وعن معتقداته، ومن واجبه احترام الطرف الآخر، وتقديره.