سهله المدني
قلم نعيش به ونموت بدونه، قلم لم ندرك أنه القلب أو الأنفاس التي نتنفسها بل هو روح لا نريد خروجها، وفي الجزء الأول تحدثنا بأن الصراع ومحاربة الناجحين لن يصنع منك صحفي وكاتب ناجح وأن محاربة العظماء لا تصنع عظماء للأجيال القادمة، وسنكمل ما بدأنا به في الجزء الثاني، الصحافة هل ماتت قبلنا أم نحن قد متنا قبلها؟ هل بحث بعض الصحفيين عن صناع القرار وكسب ودهم ساهم في جعلهم يفقدوا الصدق والأمانة فيها؟ وهل الطمع هو الذي جعلهم يبحثوا عن صناع القرار أو عن جهات ليست في الصالح العام للمكاسب خاصة لهم على حساب الحكومة والشعب؟ وهل الشهوات وبحث البعض عن الشهرة من خلال ما يكتبه الصحفيين ساهمت في جعلهم ينغرسوا في أوكار الرذيلة لإشباع لذاتهم المكبوتة طيلة عمرهم؟ كل هذه أسباب يمكن أن تكون سبب في موتها، لماذا أكون صحفي وكاتب إذا لم تكن لدي رسالة للمجتمع؟ وإذا لم أكن صادق فيما أقدمه ما سأحصل عليه هو أنني لن أصل لشيء ولن أكون سوى مرتزقة يشتريها من لا قيمة له، نعم هذه حقيقة لا يجب أن نجهلها، والكثير من الذين يعملوا في مجال الصحافة يجدوا أن هناك دخلاء على الصحافة ولكنني أختلف معهم فهذا ليس هو السبب في جعلها تموت بل هو سبب في موتها هم المرتزقة فيحق لصناع القرار أن لا يعطوا قيمة لبعض من يعمل فيها لأنهم مرتزقة من يدفع لهم أكثر يقفوا في صفه على حساب وطنهم وقيمهم ودينهم وأخلاقهم، وهذه حقيقة البعض يهرب منها وينسى أن هذا هو السبب في جعلها تموت، عندما تكون سلعة يستطيع أن يشتريها بماله من لا قيمة له فتأكد بأنك لست صحفي وكاتب بل أنت مرتزقة، أنظر لقلبك وروحك كيف أنها تذبل لأنها تمشي في طريق غير الطريق الذي خلقك الله له، وعندما تمشي وترى في عيون من ينظروا لك الشفقة وتدرك أنك لا قيمة لك فكل نظراتهم تهرب منك وترى أن لا قيمة لوجودك معهم، وكل ذلك يجعلك مرتزقة ومع ذلك تحتقر ذاتك وتنظر لها بأنه لا قيمة لها وروحك تؤكد لك ذلك، لماذا تبحث عن المال؟ وتشعر بأن قيمتك تكبر من خلال المال الذي تملكه؟ وكل ذلك يجعلك تدرك أنه لم يصنع لك قيمة فلو كان صنع لك قيمة لما كنت تشعر بهذا الإحساس، لن ننكر قيمة المال ولكن المال لا يشتري كل شيء، والحب والأخلاق والدين وراحة البال والصحة والسعادة والتواضع لا يشتريها المال نعم هذه حقيقة يجب ألا نهرب منها ونسقط في وحل الكذب ،وننجرف وراء أهواء الدنيا وملذاتها الكاذبة التي لن نجد خلفها سوى الألم، وسنكمل ما بدأنا به في الجزء الثالث.