recent
أخبار اليوم

 حينما ينتصر الظلم | جريدة اللواء العربى



بقلم: د.أميمة فتحي شطا


لطالما سمعنا في قصص الأجداد جملة" وانتصر الحق أخيرًا ".. " جاء الحق وزهق الباطل" .. " وعاشوا جميعًا في عدل وهناء" وغيرها من العبارات التي تبعث الأمل والهناء للنفوس..

ولكن الواقع مغاير تمامًا..

كنت امارس عملي كمتفشه للصيدليات العامة ومررت يوما بصيدليه لأقوم بالتفتيش الدوري عليها .. لم اجد الصيدلي على الرغم من وجود عدد من المرضى وشخص لا يفقه عن الدواء شيء يقوم بصرف الادويه لهم وانا اراقب تصرفه ورده على استفسارات المرضى عن كيفيه تعاطي الدواء ولاعجب في تلعثمه لانه ليس بمختص !!

وجدت العديد من علب الادويه منتهيه الصلاحية واخرى غير مخزنه في درجات الحرارة المناسبه وماتحمله من سموم ! 

حتى الاشتراطات الصحية البسيطة كنظافة الصيدليه كانت معدومه!

حضر صاحب الصيدلية (الصيدلي) بعد ربع ساعه! قد يقتل فيها هذا المتواجد العديد من المرضى بدواء خاطىء ..جرعه غير مناسبة او فتوى مهمله من شخص لا يفقه في علم الادوية شيء! 

حضر الصيدلي وهو منزعج وخطف الأحراز من أمام لجنه التفتيش وأمر تابعه بمساعدته وبدأ ينشر شرور لسانه على المفتشين!

في مثل هذه الظروف لجأت لرئيسي في العمل ليخطرني بضروره عمل محضر في مركز الشرطه في الحال .. وبعد اتخاذ الاجراءات اللازمه والذهاب والاياب لأقسام الشرطه والنيابه .. لمده ٥ شهور 

تهلل وجهي حين عملت ان الصيدلي تحول الى المحاكمه في يونيو وانتظرنا حكم قضاءنا العادل .. حتى جاء الميعاد المنتظر ..وانصدم بالبراءه لهذا القاتل !

كيف لمحامي ان يدافع عن مورد أدويه قاتله ويعطيه البراءه ! 

ماهي الحيثيات التي استند عليها !! 

انها ليست قضيه اعتداء على موظف حكومي اثناء تأديه عمله فحسب!!

انها حمايه لصحه مواطنين في قريه يجهل معظمها ماهيه الادويه وتاريخ صلاحيتها ! 

هي حمايه لصحه طفل او رضيع قد يتناول جرعه زائده تودي بحياته في الحال !

لابد من النظر مجددا لهذه القضية! لحمايه الفقراء والبسطاء الذين لايملكون المال للكشف بعيادات الأطباء فيلجأون لهذه الصيدليه لتداوي الامهم.. فيأتي هذا القاتل ومن معه من الجهلاء بقتلهم قتلا مبينًا.. انا كمفتش اديت عملي على اكمل وجه ..وراضيه تمام الرضا عن موقفي تجاه عملي!!

وتبقى كلمه الله هي العليا !!

google-playkhamsatmostaqltradent