للكاتبة إيناس المغربي
أخبروا الدنيا أني راحلة عنها. . فما لقلبي للدنيا مكان. .! !
بحثت فيها عن موئل حب ورحمة. .
فما وجدت إلا الكل سجين وسجان. .! !
راقبت موج البحر عَلَّ
نفسي الغضب تهدأ
فوجدت الكل على أثباجها غرقى ولا لأحد إلا لقليل منجاة. .! !
وفي روضة البستان تفيأت ظلالها ليتنسم صدري العليل عليلها. .
فما وجدت هناك سوى ثعبان؛ يحوم حول الحمى كي يخطف سعادة الأفراخ وحواشي الأمهات. .! ؛
وعند الأطفال قُلت سعادة. .
فما وجدتهم إلا كبارا وشيبانا
وقد مرت على طفولتهم الصغيرة أزمان وأزمان. .! !
قد خطف الزمان ضحكتهم. .
وبدد الخوف فرحتهم. .
وأكل الكبار لقمتهم. .
وما وجدوا حَلَاوَتهمْ إلا بالكاد والأنكاد. ! !
فلما تبسطين يا دنيا ذراعيك وكأنك الفردوس والجنان. .
تُغرينا بالمال والبنون وَتَفْتِنِينَ بالسلطان والجاه. .! !
فما بين طرفة عين وانتباهتها إلا انتقلنا من دار الدنيا إلى دار الفناء، ومن دار اللهو إلى دار الحساب
هناك تجد الحور والولدان. . تجد اللؤلؤ والمرجان. .
تجد المُرسلين والأنبياء والصديقين والشهداء. . وحسُن أولئك رفيقا والأتقياء. .
تجد الرسول على الكوثر ممدودة يده بالماء. . لكل من حزا حَذْوه واتخذ منه قدوة وإمام. .
فشربة هنيئة من يده تُعيد إليك الحياة. .! !
وختامها رب الكون يتجلى. .
فينتبه إليه الأنام ..
يقول:
يا عبادي تمنوا. .
فيقولوا:
لا نُريد ربنا إلاك. .! !
فيقول هل رضيتم. ؟ ! !
فيقولوا وكيف لا. .! !
وأنت النعمة والنعيم ووجهك حسن الختام. .! !
ولكي نجد ما تمنينا فعلينا بالعدة والعتاد. .
يا باغي الخير أقبل وشد على كتفك الرحال. .
عمل صالح معك وشفة يعلوها ابتسام. .
ويد ممدودة بخير وكلمة ترطب الوجدان. .
وكلمة عدل وقسط تُنطق وتمحق كلمة جور وبُهتان. .
توضع في الموازين لتزن قناطير من الحسنات ليس لها حسبان. .! !
وهناك العطاء بالذرة ويضاعف الله لمن يشاء. .! !
فكن مع الحق أسد جسورا ولا تكن كذئب غدار خوان. .! !
فيارب عليك أقبلنا بكل ما لدينا من رحال ومتاع،
قلب مفعم بحبك وذِكرُ لا يفارق اللسان. .! !
وظني فيك جميل فهيئ لنا الجنان. .! !
فما لنا رب غيرك. . وما لغيرك طاقة بعفو. . كعفوك انت يا منان. . ! !