كتبت / داليا زردق
كلما إنتقل مفكر و كاتب / كاتبة الي العالم الآخر تاركا خلفه عمرا طويلا من آراءه و كتاباته و كتبه نواجه هجوما و صراعا بين البشر خاصة في المجتمعات الإسلامية !
فيصنفون كل مفكر و كاتب حسب رؤيتهم الخاصة و يقسمونهم ما بين الجنة و النار !
حين رحلت نوال السعداوي ظهر بوضوح شديد ذلك الهجوم الكبير و سمحوا لأنفسهم بنسبها الي جهنم نتيجة لما دعت اليه في مسيرتها الطويلة الكبيرة ،
رغم أنها كما كانت تعبر عن فكر قد يكون مختلف كثيرا عن نسبة عظمي من القراء إلا أنها أيضا لها كثير من الآراء التي ثبت صحتها يوما بعد يوم ،
من حق كل إنسان العزوف عن متابعة من لا يوافقه و لا ينتمي لفكره، من حق كل البشر التوقف عن الإعجاب و التصفيق لمن لا يرتاح لآراءه، لكن أبدا ليس من حق كائن كان التصرف كالحاكم الإله و تقسيم البشر بحسبته البشرية الناقصة الي جنة و نار ،
جحيم و نعيم ،
ليس أبدا من حق البشر التهجم علي شخص مات لأنه لا يتفق مع آراءه !
فإن كنت ضدها فاعتزلها ، إن كنت لا تتفق تماما معها فلا تحكم عليها بالرجم ،
كل إنسان له ما له و عليه ما عليه ،لكن يبدو أن بعض المجتمعات تري فقط ما علي البشر و تحاسبهم و تقاضيهم و تنفذ أحكامها، تنفذه حتي علي ميت ليس بيده حق الدفاع أو الرد ، تُري هل يعد هذا السلوك من أساسيات الدين الإسلامي من وجهة نظرهم،
لا يوجد أبلغ من هذا الرد علي كل من نصب نفسه إله ، دع الخلق للخالق .