recent
أخبار اليوم

نهاية مؤلمة للفنان ذكى رستم عاش وحيداً ولم يحضر جنازته إلا الخادم وثلاثة أشخاص. | جريدة اللواء العربى

كتب: اسلمان فولى


يعد الفنان المصري ، زكي رستم ، من أبرز الممثلين الذين ظهروا على شاشات السينما المصرية عبر التاريخ ، بعد أن برع في أدوار الشر بشكل كبير ، يعتبر من أهم ممثلي السينما المصرية، تم اختياره من قبل مجلة مشهورة كواحد من أفضل 10 ممثلين في العالم لديه أكثر من 240 فيلما في الميزان ، منها 55 فقط معروفة.


دائمًا ما يبحث عشاق الفنانين الكبار عن أسرار ومشاهد حياتهم الشخصية ، ويعتبر الفنان الراحل زكي رستم من أهم الفنانين الذين ظهروا على الساحة.

 

وُلدالفنان " ذكى رستم" وسط أسرة أرستقراطية، وكان والده سياسياً بارزاً، وصديقاً شخصياً للزعيم مصطفى كامل، وفي عام 1920 حصل على شهادة البكالوريا، ورفض استكمال مشواره التعليمي، الأمر الذي أصاب والدته بحزن شديد، لأنها كانت تتمنى له الالتحاق بكلية الحقوق، ومارس الرياضة في سن الشباب، وحصل على بطولة الجمهورية في حمل الأثقال، لكنه لم يستمر.


كانت حياته الخاصة من أقسى ما يكون، فقد عاش طوال حياته وحيدا، لم يتزوج أو ينجب أبناء، ولم يكن له أية أصدقاء سواء من داخل الوسط الفني أو خارجه.


واختار التمثيل كي يكون طريقاً له في الحياة، ومضى به رغم معارضة الأسرة، وإصابة والدته بالشلل، لأنه خيب ظنها كثيراً.


وانضم الفنان" ذكى رستم" في بداية مسيرته الفنية إلى عدد من الفرق المسرحية الشهيرة في ذلك الوقت، مثل فرقة "عزيز عيد"، وفرقة "جورج أبيض"، و"الفرقة القومية".


ومن المسرح انتقل إلى عالم السينما، عن طريق المخرج محمد كريم، الذي رشحه للمشاركة في بطولة فيلم "زينب" الصامت، وبعد ذلك توالت أعماله الرائعة على شاشة السينما .


والتي قدم خلالها ما يقرب من 200 فيلم، إلا أن المعروف منها 60 فقط، مثل "خاتم سليمان" 1946، "بائعة الخبز" 1953، "نهر الحب" 1960، وغيرها.


وجسدالفنان ذكى رستم دور الشرير بمهارة شديدة على الشاشة، لكنه في الحقيقة وبشهادة عدد كبير من الذين عاصروه، كان إنسانا شديد الطيبة، ومحبا للعزلة، لا يهوى السهر أو الحفلات، وتنتهى علاقته بزملائه بعد إنتهاء التصوير.


اعتاد الفنان زكي رستم العيش بمفرده معظم حياته ، ولم يكن لديه إلا صديقان فقط هما الفنانان سليمان نجيب وعبد الوارث عصر.


تسبب الفنان زكي رستم في حزن شديد وشل لوالدته ، بسبب رغبتها في الالتحاق بكلية الحقوق ، لكنه مارس الرياضة في سن مبكرة وفاز ببطولة الجمهورية في حمل الأثقال ، ولم يستمر.


في آخر فترات حياته كان يعاني من ضعف شديد في السمع ، واعتمد على فطنته في قراءة الكلمات من على لسان الفنانين الذين يؤدون الأدوار أمامه ، لكنه لم يستطع تحقيق ذلك ، حيث سقط في أزمة نسيان الكثير من الكلمات والحوارات من النص ، ورفض استخدام سماعة الأذن التي قد تحسن من أزمة السمع.


ومن المواقف التي تأثر بها الفنان زكي رستم ، مما جعله يبكي ، بعد أن حاول أحد المخرجين توجيه تعليمات إليه ، لكنه لم يسمعها ، مما جعله حزينًا للغاية ، وبكى بشدة حينها.


لم تكن حياته خاتمة طيبة ، بعد أن وافته المنية متأثراً بنوبة قلبية حادة ونُقل بعد ذلك إلى المستشفى بصمت،وخرجت جنازته في صمت ، ولم يحضر سوى 4 أشخاص ، بمن فيهم الخادم الذي رافقه طوال حياته ، ليعيش وحده ويموت وحيدًا.


وقال عنه الفنان الكبير الراحل فريد شوقي في حوار له مع الفنان الراحل فاروق الفيشاوي: "عمل فيّا فصل زمان مش ناسيه، وأنا بعمل فيلم (جعلوني مجرما) قلت للأستاذ رمسيس نجيب عايزين زكي رستم، بعتنا له قبل الفيلم بشهرين تلاتة، طلب مبلغ كبير 800 جنيه، كان مبلغ كبير أوي، قلته خلاص لأ سيبه مش عايزينه".


أضاف: "بعدها وقت التصوير مكناش لسه اتفقنا مع حد، قلت لأستاذ رمسيس هات زكي رستم وحضر له العقد ووافقنا على المبلغ، وفعلا مضى وأخد الشيك وقلت له متشكرين وكده، وبعدها قلت له هتصور من بكره، قام تشنج وقطع الشيك والعقد بثورة عارمة، قالي: هو أنا مركون على الرف يا فندم؟ لازم أعيش الدور وإيه ملابسه ونقعد نتكلم في الشخصية، واتشنج وبتاع وشتم في السينما وقال إن حالها انحدر وقام مشي وسابنا.. قلت في بالي: يا نهار أسود، بعكس ممثل تاني ضربتله تليفون في نفس اليوم وجه تاني يوم عمل الدور.. ده الفرق بين زكي رستم وأي ممثل تاني".


الفنان نور الشريف، قال أثناء تدريسه ورشة تمثيل في الكويت، عن زكي رستم: "إحنا اتربينا على أننا نشوف بيتر إيدل بيمثل إزاي، كل الأدوار اللي عملها كان عبقري ومرعب، عندنا في مصر واحد أكثر عبقرية منه، وهو زكي رستم، زكي رستم لم يتم تقييمه".


أضاف: "زكي رستم جمع بين حاجتين، مدرسة التقمص مع ستايل خاص به، مرعب، هاتوا فيلم (الحرام) شوفوا عمل إيه، إيه ده؟ كان عنده من العبقرية ما يكفي لأنه يقنعك أنه متعهد أنفار، شوفوه رئيس وزراء في (نهر الحب)، إيه ده؟ شوفوه في (رصيف نمرة خمسة)، كان سابق عصره ونظريات التمثيل في أمريكا".


بعد انتهائه من تصوير الفيلم، هجر الفنان زكي رستم السينما والأضواء تماماً، وكان صديقه الوحيد كلب وولف يملكه، فكان يصحبه عندما يغادر المنزل لتناول الطعام في أحد مطاعم وسط القاهرة، ثم يعود لعزلته داخل البيت، وقد أصيب في أواخر أيامه بأزمة قلبية دخل على إثرها المستشفى التي مكث فيها أياماً عديدة حتى توفى يوم 15 فبراير عام 1972 عن عمر يناهز 69 عاماً.

google-playkhamsatmostaqltradent