كتب: اسلمان فولى
بدأت الحكاية عندما قدم إلى مصر عالم آثار شهير وهو العالم جورج ليجران باحثا عن الآثار في منطقة الكرنك بصعيد مصر وكان يعمل معه الكثير من العمال من أهل البلدة وفي إحدى الليالي حدث أمر غريب وهو اختفاء سبعة أطفال وهم يلعبون فوق أحد التلال في الكرنك ولم يجدوا للأطفال أثر حينما بدأ الأهالي بالبحث عن الأطفال.
ظلت تلك الحادثة غامضة وغير معروفة السبب وهنا أقنع ليجران الأهالي بالبحث والتنقيب والحفر تحت التلة وحينما كانوا يحفرون ظهر تمثال بوجه مخيف ألقى الرعب في قلوب جميع العمال وهو التمثال سخمنت ويرمز إلى الرعب والمرض والشفاء في ذات الوقت.
لم يجد ليجران وسيلة يقنع بها العمال أن يعودوا لعملهم بعد مضي أشهر وإطلاق الشائعات عن حكايات أمنا الغولة وقتلها للأطفال سوى أن يجاري عقولهم وأقنعهم بأنه فك لعنة أمنا الغولة بتعاويذ فرعونية وبالفعل بدأ العمال في العودة إلى عملهم مرة أخرى.
وهنا بدأ الناس يزورون سخمنت على أن من يزورها من الراغبات في الحمل فهي تحمل وبجهالة شديدة انتشرت تلك الأحاديث عن قدرة التمثال على حدوث حمل للنساء، بالإضافة إلى علاج الرجال الذين يعانون من العقم حتى انتقم من التمثال أحدهم حين رغب في أن تحمل زوجته وقد تزوج أربعة نساء ولم ينجب، لم تقف الحكاية هنا فقد انتشرت حواديت أمنا الغولة بين المدن والقرى والتي كان يتغنى بها على الربابة في تلك الفترة حتى ارتبط اسم أمنا الغولة برعب الأطفال وكان هو التخويف الأعظم لدى الأطفال الأشقياء.
ولم تقتصر دلالة أمنا الغولة على اختطاف الأطفال في عهد الفراعنة، بل أصبح اسمها رمزًا للشر أو "سوء الحظ" والعدوان من خلال بعض المصطلحات منها: "سُخام البرك، وسُخام الطين".